الثلاثاء، 23 سبتمبر 2008

بروتوكولات حكماء " وحدة الصف"



بروتوكولات حكماء "وحدة الصف"






!جمال سلطان : بتاريخ 22 - 9 - 2008















ملخص المشهد العبثي الذي يروج له "حكماء زمانهم" الآن بدعوى وحدة الأمة ، أنه عندما
يضربك الإيرانيون على خدك الأيمن فأدر لهم خدك الأيــسر لكي يكملوا مهـــــــمتهم بهدوء
وإياك أن تحتج أو تصرخ أو تطلب وقف الاعتداء ، لأنــــك بذلك ستكون مهددا لوحدة الأمة
وتضعف معسكر المقاومة والممانعة ، وليس الوقت وقت شكوى أو التوقـــــــــف عند هذه
"الأمور الصغيرة" ،



&
&
&


وكذلك إذا سب الإيرانيون دينك بأن يسبوا علانية أصحاب النبي وخلفائه الراشدين ويصفوا
أبا بكر وعمر رضوان الله عليهما بأنهما صنما قريش ، فعليك أن تلوذ بالصــــمت وكأنك لم
تسمع ولم تقرأ ، ولا تحتج ولا ترفع صوتك بالشكوى لأنك إن احتججت أو شــــكوت فأنت
تشق صف الأمة وتعين الأمريكان والصهاينة على الشقيقة إيران.

&
&
&


وعندما يتآمر الإيرانيون على بلدك أو على بلد عربي مسلم مثل العراق ويقدمون الدعم والعون المباشر لاحتلاله ويتباهون بذلك ويمتنون به على الأمريكان فلا تبدي دهشتك ولا تعترض ولا تحتج، وعليك أن تبتلع الشكوى ، لأنك إن كشفت عن ذلك فأنت تشق وحدة الأمة وتضعف من معسكر الممانعة والمقاومة ، وعلى ذكر معســـــــــكر المقاومة ، هل سمع منكم أحد أي كلام لأصحاب الصوت العالي في حديثهم عن المقاومة اللبنانية والفلسطينية .



&
&
&

هل سمع منكم أحد كلاما لأحدهم ولو عرضا عن المقاومة العراقية ، تلك المقـــــاومة الجسورة التي
دوخت الأمريكان أربع سنوات وأوشكت على إلحاق الهزيمة النكراء بجيش الإمبراطــــــــورية عام
2006 باعتراف قائد الجيش الأمريكي ، هل سمع منكم حد أي حديث عن تلك المقاومـــــة في كلام
أصحاب الوحدة الشيعية السنية ، لقد أسقطوا المقاومة العراقية من القاموس ومن الذكـــر ، رغم أنها
تقاوم الأمريكان أنفسهم ، ورغم أنها تدافع عن أرض العروبة والإسلام في العراق ضد قوى الاحتلال
والهيمنة .



&
&
&


ولكن لأنها مقاومة لا تدخل في نطاق اللوبي الإيرانـــــــي المهيمن على مساحات واسعة من الإعلام
"النضالي" العربي ، ولن نقول اخترقته ، لأن المقاومة العراقـــــــية ليست ضمن النطاق الإيراني فلا
ينبغي أن يعترف بها ولا أن تذكر ، ولا يجوز أن تسمى مقاومــة أصلا ، بل إن زعيم تنظيم حزب الله
اللبناني وجد من نفسه الجرأة على وصف المقاومة العراقــية ضد الأمريكان بأنها مجموعات إرهابية ،
وأنها جماعات تكفيرية ، ومشكلته معها فقط أنها مقاومة سنية ، لأن شيعة العراق ـ مع الأسف ـ كانوا
أسفلت الطريق للدبابات الأمريكية في طريقها لاحتلال بغداد ، وهم حلفاء الاحتلال من أول يوم


&
&


وبالعودة إلى دعوة "حكماء زمانهم" في حديثهم عن الوحدة ، فعندما يشتم الشيخ يوسف القرضــــــــــــــــاوي ، أحدأهم وأبرز رموز أهل السنة في العالم اليوم ، والعالم الجليل ، ويمسح الإيرانيون بكرامتــــــــــه الأرض ، ويصفوه بكل صفاقة بأنه ماسوني وعميل صهيوني وعدو للنبي محمد وأهل بيته ، فإن ألســـــــــــنة دعاة الوحدة خرست ولمت نطق بكلمة ، لم يجرؤ أحد منهم على أن يقول للإيرانيين "عيب" ـ فقط كلـــــــمة عيب ـ كلهم خرسوا ، إلا الغنوشي الذي جهر بغضبه وشكواه ، رغم صداقته لمراجــــــــــــع شيعية عديدة ، وورب الكعبة لو أن هذه الشتائم والبذاءات وجهها مصدر سني إلى التسخيري أو فضل الله أو حسن نصــر الله لانتفخت أوداج كثيرة في القاهرة وبيروت ولندن وغيرها من أصحاب دعاوى الوحـــــــــدة والتقريب غضبا لكرامتهم ، ودفاعا عن عرضهم ، واتهاما لمطلق البذاءات بأنه جهول وكذوب وسافل كما وصفه الغنوشي ، ولسمعت أصــواتا كثيرة من دعاة الوحدة الزور تعطـــــيك الدروس في الأخلاق وحسن الحوار والجدل بالتي هي أحسن والبعد عن الســباب والانحطاط ، أما وأن الذي شتم هو عــــــالم سني ، فليخرس الجميع ، وإن اعترضت فأنت تشق صفوف الأمة وتعـين الأمريكان والصهاينة على معسكر الممانعة والمقاومة، وعلى كل حال لن يكون عرض القرضاوي وكرامته أعز مـن عرض أبي بكر وعمر وأم المؤمنين عائشة الذي استباحوه جميعا ، الإيرانيون بالشتائم الصريحة ودعاة التقريب بالصــمت المخزي والتواطؤ على الجـــــــــرائم باسم وحدة الأمة ، وكم من الجرائم والخيانات ترتكب باسم وحدة الأمة

ليست هناك تعليقات:

الجزيرة نت